تشير أمراض الشرايين الطرفية (الشرايين) إلى مجموعة الأمراض التي تشمل الشرايين الحرقفية والفخذية والركبية والساقية. إذا حدث تضيق أو انسداد في واحدة أو أكثر من هذه الشرايين، تتطور مشاكل خطيرة في الدورة الدموية في الساقين والقدمين. تُعد أمراض الشرايين الطرفية من أنواع أمراض القلب والأوعية الدموية، وهي من أهم نتائج تصلب الشرايين. في الواقع، يعتبر تصلب الشرايين عملية طبيعية تحدث مع الشيخوخة في جميع أوعية الجسم، ولكن بعض العوامل تسرّع هذه العملية الطبيعية، مما يؤدي إلى تضيق و انسداد بعض الشرايين في سن مبكرة.
تتراكم جزيئات الدهون والكوليسترول والكالسيوم وبعض المواد الأخرى وبعض خلايا الدم على جدار الشرايين، مسببة تصلباً يُعرف باسم اللويحة التصلبية. مع مرور الوقت، تكبر هذه اللويحات مما يؤدي إلى تضيق الشريان (الصورة 1) ومع مرور الوقت قد يؤدي إلى انسداد كامل (الصورة 2)، أو يمكن أن تتسبب الأسطح غير المنتظمة لهذه اللويحات في تكوّن جلطات، مسببة انسداد الشريان فجأة. في هذه الحالة، لا يصل الدم الذي يجب أن يغذي الأنسجة إلى الهدف، وبما أن الأنسجة لا تحصل على كمية كافية من الأكسجين، تحدث مشاكل وأعراض معينة. ومن العوامل المهمة الأخرى التي تسبب اضطراب الدورة الدموية في الأنسجة مرض بورغر الناتج عن مرض السكري وحساسية التدخين، والذي غالباً ما يؤدي إلى انسداد الشرايين في الساقين.
يتطور تصلب الشرايين بهدوء على مدى سنوات دون أن يعطي أي أعراض. عندما يصل تضيق الشريان إلى حد معين (عادةً أكثر من 50%)، يبدأ في إظهار أعراض وفقاً للمنطقة التي يغذيها الشريان. أكثر الأعراض شيوعاً لدى مرضى الشرايين الطرفية هو “تلعثم المشي المتقطع” (العرج المتقطع). يشعر المرضى بألم على شكل تشنج في الورك أو الفخذ أو الساق عند المشي لمسافة معينة. يكون الألم شديداً لدرجة أن المريض يضطر إلى التوقف. بعد فترة من الراحة يزول الألم ويمكن للمريض استئناف المشي، لكن بعد فترة تتكرر الأعراض ويضطر المريض مرة أخرى للراحة. كلما كانت مسافة المشي الخالية من الألم أقصر، كانت الحالة أكثر خطورة. سبب الألم هو زيادة حاجة عضلات الساق للأكسجين أثناء المشي، بينما لا يستطيع الدم الوصول بالكمية الكافية إلى تلك المنطقة بسبب التضيق في الشريان.
ونظراً لعدم وصول الدم الكافي إلى الساق، تكون الساق باردة أيضاً. في المراحل المتقدمة، يُلاحظ انخفاض نمو الشعر على الساقين ورقة العضلات الناتجة عن ضمورها. مرحلة متقدمة من المرض هي استمرار الألم حتى في وضع الراحة. لا يستطيع المرضى النوم بسبب الألم ويحاولون تخفيفه عن طريق إنزال ساقيهم من السرير. المرحلة الأخيرة هي ظهور تقرحات في القدمين. عادةً تتكون التقرحات في أطراف الأصابع والكعب، وهي أكثر المناطق تعرضاً للضغط. لا يتم شفاء هذه التقرحات بسبب نقص إمداد الدم الكافي. وفي بعض الحالات، قد تنتهي هذه الحالة بفقدان الطرف، وهو أمر ليس نادراً.
يشمل العلاج الدوائي أدوية مميعة للدم وأدوية لتوسيع الأوعية الدموية الصغيرة. إذا كانت مسافة المشي بدون ألم لدى المريض مرضية له، يكون الخيار الأول هو العلاج الدوائي. ولكن إذا كانت مسافة المشي بدون ألم تحد من النشاطات اليومية للمريض أو إذا كان يعاني من الألم حتى في حالة الراحة، تُطرح خيارات العلاج التدخلي أو الجراحي. الخيار الأول هو الطرق الإندوڤاسكولارية. في هذا الأسلوب العلاجي، وبعد تصوير نظام الأوعية الدموية للمريض في مختبر الأشعة التداخلية، يُوسّع الجزء المتضيق أو المسدود بواسطة بالون، ومن ثم يُزرع عادةً دعامة داخل الشريان (شبكة معدنية). موقع الشريان المصاب وقطره هما العاملان الأهم في اتخاذ القرار.
إذا لم يستفد المريض من هذا الإجراء أو إذا كان هناك تضيق أو انسداد في عدة شرايين، يتم التخطيط للعلاج الجراحي. الطريقة الجراحية هي عملية تحويل مجرى الدم (بايباس). في هذه العملية، يُستخدم وريد المريض الخاص (الوريد الصافن) أو طعوم صناعية (طعوم داكرون أو PTFE) كمواد للبايباس. يتم اختيار الطريقة المناسبة بناءً على عمر المريض، مدى انتشار المرض، وما إذا كان سيحتاج في المستقبل إلى جراحة قلبية أم لا. بعد الجراحة، يبقى المريض عادةً من 2 إلى 3 ساعات، ونادراً ليوم واحد، في وحدة العناية المركزة لجراحة القلب والأوعية الدموية. إذا لم توجد أي مشاكل تتعلق بالجراحة أو بالحالة العامة للمريض، يُنقل إلى جناحه ويُسمح له بالاستمرار في الراحة في المنزل خلال 5-7 أيام مع تقديم الإرشادات اللازمة.
"تسمى أمراض الشرايين الطرفية (الشرايين) بالمجموعة التي تشمل الشرايين الحرقفية والفخذية والركبية والساقية."
أمراض الشرايين الطرفية هي أحد أنواع أمراض القلب والأوعية الدموية. وهي من الأمراض المهمة الناتجة عن تصلب الشرايين.