في بعض المرضى، قد تكون هناك حاجة لإجراء العملية القلبية الثانية أو حتى الثالثة بعد أول عملية قلبية. تُعرف هذه العمليات باسم إعادة العمليات (Re-operation)، وتكون دائماً أصعب وأكثر تحدياً من العملية القلبية الأولى. بعد العملية الأولى، عادةً تتكوّن التصاقات حول القلب والأبهر (Aorta) التي تعد السبب الرئيسي لصعوبة العمليات اللاحقة. لإجراء العملية، يجب إزالة هذه التصاقات بالكامل وكشف القلب والأبهر. أكثر ما يُخشى هو إصابة القلب أو الأبهر أثناء إزالة التصاقات، مما قد يؤدي إلى نزيف لا يمكن السيطرة عليه، وقد يفقد المريض حياته أو يدخل في فشل متعدد للأعضاء بعد فترة طويلة في العناية المركزة. لذلك، يتعامل الجراحون والمرضى بحذر شديد مع عمليات إعادة الجراحة، مع اتخاذ كافة الاحتياطات الممكنة قبل البدء.
مع الجراحة القلبية التنظيرية (Endoscopic Cardiac Surgery)، يمكن تجنب هذه المشاكل المحتملة أثناء إعادة العمليات.
على سبيل المثال، قد تظهر أمراض الشريان التاجي (Coronary Artery Disease) وقصور صمام الميترال معاً. إذا لم يكن القصور شديداً في الميترال، غالباً ما يتم في العملية الأولى إجراء تحويل مسار الشريان التاجي (Bypass) فقط دون التدخل على القصور الخفيف. مع مرور الوقت، قد يتفاقم القصور البسيط ويصبح شديداً، مسبباً فشل القلب. إذا لم يُعالج القصور المتقدم، قد يفقد المريض حياته أو يحتاج لزيارات متكررة للمستشفى.
أكبر خطر في العملية الثانية هو أن الطعوم (Grafts) التي وُضعت في العملية الأولى تعمل حالياً، وقد تتعرض للتلف أثناء إعادة العملية، مما قد يؤدي إلى اضطرابات قلبية مفاجئة، وهي حالة غير مرغوبة. على الرغم من ضرورة التدخل السريع أحياناً، فإن السرعة تزيد من خطورة العملية في عمليات إعادة الجراحة.
الميزة الأهم للجراحة القلبية التنظيرية في هذه الحالات هي إمكانية إجراء إعادة العمليات دون فتح عظم الصدر وبدون لمس التصاقات القلب والأبهر. باستخدام الكاميرا الموضوعة في تجويف الصدر، يمكن فتح مساحة القلب المطلوبة فقط لإصلاح صمام الميترال، أو استبداله إذا لزم الأمر، بأمان عالي.
مجموعة أخرى شائعة من المرضى هم الذين أجروا سابقاً جراحة صمام الميترال، ولم يتم التدخل على صمام ثلاثي الشرف الموجود في الجانب الأيمن من القلب، أو تم إصلاحه جزئياً أثناء العملية الأولى. مع مرور الوقت، يتفاقم قصور صمام ثلاثي الشرف لديهم وتظهر علامات فشل القلب الأيمن. يبدأ المريض بملاحظة تورم في البطن، وفي المراحل المتقدمة تراكم السوائل في البطن، وتورم في الساقين وبروز شديد في أوردة الرقبة.
في البداية، قد تساعد مدرات البول المنتظمة على التخفيف قليلاً من هذه الأعراض، لكن مع مرور الوقت تفقد فعاليتها وتتفاقم الحالة. إذا تطور فشل البطين الأيمن، يصبح هؤلاء المرضى غير قادرين على الاستفادة حتى من الجراحة. لذلك، التدخل الجراحي المبكر مهم ويمثل إنقاذاً للحياة. ونظراً لأن الأمر يتعلق بإعادة عملية (Re-operation)، يجد المرضى صعوبة في اتخاذ قرار الخضوع للجراحة، ومع تقدم الوقت يقل الفائدة المرجوة من العملية.
في هؤلاء المرضى، تسهّل الجراحة القلبية التنظيرية (Endoscopic Cardiac Surgery) عمليات إعادة إصلاح صمام ثلاثي الشرف بشكل كبير. حيث يتم إدخال الكاميرا في التجويف الصدري الأيمن، وفتح مساحة القلب التي تحتوي على صمام ثلاثي الشرف مباشرة، وإصلاحه أو استبداله أثناء عمل القلب دون إيقافه.
مجموعة أخرى من المرضى هم الذين أجروا جراحة صمام الأبهر (Aortic Valve Surgery) سابقاً، ولكن مع مرور الوقت ظهرت لديهم مشاكل في صمام الميترال، وتحتاج إلى جراحة صمام الميترال. في هذه الحالات أيضاً، يمكن التدخل على صمام الميترال باستخدام الجراحة القلبية التنظيرية لإجراء إعادة العملية.
باختصار، يمكن إجراء جزء كبير من عمليات إعادة القلب باستخدام الجراحة القلبية التنظيرية، متجنبين المخاطر الكبيرة المرتبطة بإعادة العمليات، سواء كانت العملية الثانية أو الثالثة.
في بعض المرضى، قد تكون هناك حاجة لإجراء العملية القلبية الثانية أو حتى الثالثة بعد أول عملية قلبية. تُعرف هذه العمليات باسم إعادة العمليات (Re-operation)، وتكون دائماً أصعب وأكثر تحدياً من العملية القلبية الأولى.
بعد العملية القلبية الأولى، تتكون عادة التصاقات حول القلب والأبهر (Aorta) الذي يعد الوعاء الدموي الرئيسي. وهذه التصاقات هي التي تجعل إعادة العمليات أكثر صعوبة.